الندوة الرابعة من سلسلة أطروحات جندرية حول المشاركة السياسية للمرأة، (الحالة اللبنانية)، ضمن كتاب “مسيرة النساء اللبنانيات إلى الندوة البرلمانية، دراسة تجارب المرشحات في الانتخابات النيابية ٢٠١٨

الندوة الرابعة من سلسلة أطروحات جندرية حول المشاركة السياسية للمرأة، (الحالة اللبنانية)، ضمن كتاب “مسيرة النساء اللبنانيات إلى الندوة البرلمانية، دراسة تجارب المرشحات في الانتخابات النيابية ٢٠١٨

مسيرة اللّبنانيات إلى البرلمان موضوع تدارس ضمن سلسلة “أطروحات جندريّة”

نظّمت شبكة دراسات المرأة “صون Sown” بالشّراكة مع مجموعة بسمة الدوليّة للمساعدة الإنسانيّة النّدوة الرّابعة من برنامج أطروحات جندريّة، يوم ٢٢ تموز ٢٠٢٤، في فندق دوفيل ببيروت؛

المشاركة السياسية للمرأة كان العنوان العريض للأطروحة الرابعة من سلسلة اطروحات جندرية، والتي خصصت للحالة اللبنانية من خلال مناقشة كتاب “مسيرة النساء اللبنانيات إلى الندوة البرلمانية، دراسة تجارب المرشّحات في الانتخابات النيابية 2018 للمؤلّفة النّائب الدّكتورة حليمة القعقور، كدراسة حالة لتجربة المرأة اللبنانية خلال خوضها انتخابات 2018.

كلمة الافتتاح: رئيسة شبكة دراسات المرأة ورئيسة الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية البروفسورة ماريز يونس:

انطلقت النّدوة بحضور أكاديمي ونضالي وإعلامي مميّز، استهلّتها رئيسة الشبكة البروفيسورة ماريز يونس بكلمة افتتاحية أكدت من خلالها على أهميّة التّشبيك المؤسّساتي الذي يعكسه برنامج أطروحات جندرية، المنبثق من فلسفة مفادُها أولويّة تجميع الطاقات المؤسساتية والبحثيّة المعرفية مع المؤسسات النضاليّة على منصّة واحدة. فقضيّة المرأة بقدر ما هي راهنيه وساخنة بقدر ما تحتاج الى تضافرَ الجهود، والى إحداث التّفاعل والتداول والتحاور والنقاش لتحقيق المراكَمة في المعرفة والفعل النضالي معا.

أما حول الأطروحة الرابعة من السلسلة حول قضيّة المشاركة السياسيّة للمرأة، اعتبرت يونس أنها مسألة مازالت اشكالية ولا تنفكّ عن مراوحة نفسها بالنّظر إلى النّسبة القليلة للمشاركة؛ الأمر الّذي نشهده في العالم العربي عموما، كما هو الحال بلبنان، في حين انها الآلية الاساسية الأكثر فعالية في الاسراع من عجلة تحصيل الحقوق والأكثر كفالة لتحقيق مشاركة المرأة بكافة أبعادها، او تحقيق العدالة الاجتماعية ببساطة!

فحضورها اليوم من حيث تمثيلها بالبرلمان بحسب يونس، من شأنه أن يُعلي من صوت النساء من خلال تضمنين كل الاستراتيجيات والقطاعات وكافّة المجالات والاقتراحات لقوانين تهدف إلى تحقيق المساواة والعدالة بين الأنثى والذّكر في المجتمع.

كلمة النائبة البروفيسورة حليمة القعقور:

بدورها، قدّمت صاحبة الكتاب عرضا مرئيّا لما تضمّنه العمل، استهلّته بالأرقام ومعطيات عن الكفاءات النسويّة الموجودة بالبرلمان، ومحطّات ممّا اشتمله الكتاب. فالدّراسة أجريت بعد انتخابات 2018 من باب التقاط تجارب وأفكار وآراء وحوافز وتحديات المرشحات من وجهة نظرهن الخاصة، واستكشاف قصة كل مرشحة، كما جمعت بيانات كمية ونوعية من 75 مرشحة، شملت كافّة الدوائر (15) والأحزاب (8 أعضاء من الأحزاب السياسية و67 مستقلين).

أيضا، اتبعت الدراسة منهجًا متعدد التخصصات يبحث في العوامل القانونية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي تؤثر على تجارب المرشحات، من خلال منظور شامل يتناول قصة كل مرشحة من زوايا مختلفة. وتمثّلت المؤشّرات الّتي استقصتها مقابلة المرشّحات في:

خلفيتهن الشخصية والسياسية، تعرضهنّ للتحرش وتجاربهنّ حيال ذلك والتخويف أو العنف الذي قد تعرضن له، دعم عائلاتهن، وضعهن المالي وإدارة حملاتهن الانتخابية، وكذا تجاربهن مع وسائل الإعلام والصورة الضاغطة التي أدركنها.

من ناحية النّتائج، تبيّن أن المرشحات اللاتي سجلن وترشحن للانتخابات كن على دراية بالتحديات والعقبات التي تنتظرنهن، وقد قررن بشجاعة المشاركة في الحياة السياسية على الرغم من ذلك، وبالتّالي، اكتشفن تحديات جديدة أثناء رحلتهن الانتخابية، والتي أبلغن عنها خلال المقابلات، مثلما تمّت الإشارة أيضًا إلى أنه في معظم الأحيان، ستواصل المرشحات عملهن السياسي ويخططن للترشح لانتخابات البرلمان عام 2022.

كذلك، تناولت الدراسة الخبرة السابقة للمرشحات في العمل داخل المجال السياسي، من أجل تقييم تجارب مختلفة للمرشحات من شتّى الخلفيّات.

كلمة الدكتورة غولشان صغلام:

من جهتها، اعتبرت المديرة العامّة لمجموعة بسمة الدوليّة الدّكتورة غولشان صغلام في تعقيبها عن الكتاب بأنّه يساهم في “فهم أعمق لمسيرة النساء اللبنانيات في المشاركة السياسية، ويساعد في تخفيف الفجوة المعرفية، ويعزز أهمية الجهود المستمرة لتحقيق المساواة بين الجنسين في السياسة على كافة الأصعدة، كما تشكل هذه الدراسة حجر أساس في تبيان التحديات والواقع امامهنّ في الوصول لمراكز القرار”. وقد كان هذا التّقديم قبل عرض ورقتها الّتي تناولت قراءة للدّراسة والنّتائج الّتي توصّلت إليها صاحبتها.

وقد أضافت قائلة: ” تكمن أهمية هذه الدراسة في كون الدكتورة قعقور هي أستاذة القانون الدولي العام، وخبيرة في حقوق الإنسان والجندرة، ناشطة سياسية وحالياً نائبة في الندوة البرلمانية اللبنانية، حيث استطاعت الخوض في العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية والذهنية الاجتماعية والتركيبة السياسية في لبنان، ودور العائلة والأحزاب السياسية في قرار ترشيح المرأة. كما تكمن أهمية هذا المؤلف بكونه يعالج من حيث موضوعه وشموليته الأبعاد والتحديات التي تحيط بالمرأة، ويشكل قيمة فكرية وعلمية ويسهم في إغناء المكتبات كمرجع جديد يضاف للمراجع العلمية الموجودة، ويمكن الاستفادة منه من قبل الباحثين والدارسين والطلاب في الجامعات والمنظمات المعنية بقضايا المرأة”.

وعن المؤلفة، قالت بأنّها تميّزت “بالعمق في التحليل وبالدقة والصدق والموضوعية وباستخدام المصطلحات بصورة تعكس ما تريد إيصاله، وباعتماد اسلوب البساطة والوضوح في تقديم الأفكار والمعلومات التي تمكّن القارئ من فهم الموضوع ببساطة، كما تجنبت الإسهاب الممل والاختصار المخل، حيث تمت مقابلة 75 مرشحة، وركزت في دراستها حول تجاربهن السياسية”.

كلمة الإعلامية ليال بو موسى:

وردت كلمة الإعلاميّة ليال بو موسى باللّهجة اللبنانيّة وبتعبير مشحون بعض الشّيء يبيّن حجم التحدّيات الّتي تنتظر الجميع مستهلّة بعبارة: “يضحك كثيرا من يضحك أخيرا. امامنا الكثير من المواجهة. والتي يحب أن يضحك أخيرا هو لبنان واللبنانيين”

وقد سردت بو موسى تجربتها في المشاركة بالانتخابات قائلة: ” لما قررت شارك بالانتخابات بال2018،

وقبل ثورة 18 تشرين، كان قرار الترشح بحد ذاته خطوة مهمة، لأنو أوّلا نحنا بمنطقة ولا مرة كان فيها خيار آخر ضد السلطة السياسية يستمر في خوض الانتخابات بشكل واضح وصريح، أول مرة كانت امرأة بتترشح في هذا القضاء على مقعد نيابي وهيدا بحد ذاته تحقيق هدف آخر، وعرفنا كتير منيح خلال الحملة الانتخابيّة وقبلها وبعدا إنّو السلطة بتعمل معارك كسر عظم؛ نحنا مواجهتنا هيي لكسر الاستسلام وكسر المفاهيم الخاطئة الراسخة بمجتمعنا تجاه السياسة والشأن العام والمرأة”.

وعن سنة 2022، ترى ليال أنّ المواجهة واجب أنها تستمر نظرا لأهدافها الكثيرة، كما أنّ الحاصل الانتخابي كان للتّأكيد على الحضور دون تحالفات مع من أسمتهم ب “الزّمرة الحاكمة”، مع عدم إغفال أنّها اعتبرت الأمر إثباتا للذّات بالدّرجة الأولى.

وربّما أهمّ نقطة شدّدت عليها الإعلاميّة ليال بو موسى هي ضرورة استمراريّة “المواجهة” بهدف تحقيق تراكم للوعي.

كلمة الشاعر والإعلامي زاهي وهبي:

انطلق وهبي تدخله بطرح تساؤل مفاده: هل المرأة تترشح للانتخابات كامرأة أم كجزء من مشروع سياسي؟ كما تعرض إلى طبيعة الأحزاب حاليا مقارنة بسابق عهدها، مضيفا حيثيات في غاية الأهمية، كأن يورث الحزب الكرسي بين عائلات سياسية، مضيفا: ” رغم ما يبدو في الواجهة من كل هذا المظهر التحرري والتقدمي، لكن نحن بالعمق هذا المجتمع بنظرته وبعلاقاته بقوانينه مجتمع بالغ الذكورية، وأكبر دليل على ذلك قوانين الأحوال الشخصية، هذه العائلات المسماة أحزاب أو الطوائف بالحالتين بحالة العائلة وبحالة الطائفة لا ترى في المرأة النموذج الأمثل للدفاع عن مصالحها، ومأزقنا هو مأزق سببه النظام الطائفي ونظام المحاصصة، لذا مأزق المرأة من مأزق المواطن والإنسان اللبناني. طبعا انا مع الكوتا مع أنه برأيي الشخصي أن هذه الكوتا النسائية في البداية؛ أي عدد النساء إذا وصلن من خلال الآلية نفسها ومن خلال المنظومة السياسية نفسها سيصلن ويمارسن العمل السياسي نفسه الذي يمارسه الزعيم أو الحزب الذي أوصلهن إلى هذا المقعد، ولكن مع ذلك أنا مع الكوتا لأنها بمثابة مدخل في ظل الواقع الذي نحن فيه، لأنها بمثابة مرحلة أولى لتشجع النساء أن تخوض غمار هذه التجربة ولفتح هذه الطريق الوعرة والملبدة بالمشاكل والعوائق”.

ختاما، اتسمت الندوة الرابعة من سلسلة أطروحات جندرية بمناقشات في غاية الأهمية حاولت تشريح الحالة اللبنانية على ضوء الكتاب الذي عكس بدوره دراسة ميدانية وشهادات وتجارب حية ارتكزت فيها على سرديات ومؤشرات ومظاهر بأبعاد شتى.

admin
http://moe.keyinhands.com

Comments are closed for this post.